Tuesday, 8 December 2015

Teks qoshidah burdah


أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيْرَانٍ بِذِيْ سَلَمِ ۞ مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُّقْلَةٍ بِدَمِ

أَمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمةٍ ۞ وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ

فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ۞ ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ

أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ ۞ ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ

لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ ۞ ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم

فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ ۞ بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم

وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وضَنًى ۞ مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ

نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني ۞ والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ

يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً ۞ منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ

عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ ۞ عن الوُشاةِ ولادائي بمنحسمِ

مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ ۞ إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ

إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ ۞ والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم

فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ مااتعظتْ ۞ من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ

ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى ۞ ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ

لو كنتُ أَعْلَمُ أنِّي ما أوَقِّرُهُ ۞ كتمتُ سِراً بدا لي منهُ بالكتمِ

من لي بِرَدِّ جماٍ من غوايتها ۞ كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ

فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها ۞ إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ

والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على ۞ حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم

فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ ۞ إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ

وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمةٌ ۞ وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم

كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً لِلْمَرءِ قاتِلَةً ۞ من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ

وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع ۞ فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ

واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ ۞ مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ

وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما ۞ وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم

وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً ۞ فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ

أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ ۞ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ

أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ ۞ وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ

ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلةً ۞ ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ

ظلمتُ سُنَّةَ منْ أحيا الظلامَ إلى ۞ أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم

وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى ۞ تحتَ الحجارةِ كشحاً مترفَ الأدمِ

وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ ۞ عن نفسهِ فأراها أيما شممِ

وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ ۞ إنَّ الضرورةَ لاتعدو على العصمِ

وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَةُ مَنْ ۞ لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ

محمدٌسيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْـ ۞ ىنِ والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ

نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ ۞ أبَرَّ في قَوْلِ "لا" مِنْهُ وَلا "نَعَمِ"

هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفاعَتُهُ ۞ لكل هول من الاهوال مقتحم

دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ ۞ مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ

فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ ۞ ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ

وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ ۞ غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ ۞ من نقطة العلمِ أومنْ شكلة الحكمِ

فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه ۞ ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء النَّسمِ

مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ ۞ فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ

دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصارَى في نَبيِّهِمِ ۞ وَاحكُمْ بما شِئْتَ مَدْحاً فيهِ واحْتَكِمِ

وانْسُبْ إلى ذاتِهِ ما شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ ۞ وَانْسُبْ إلى قَدْرِهِ ما شِئْتَ منْ عِظَمِ

فإن فضلَ رسولِ اللهِ ليسَ لهُ ۞ حَدٌّ فيُعْرِبَ عنه ناطِقٌ بفَمِ

لو ناسبتْ قدرهُ آياتهُ عظماً ۞ أحيا اسمهُ حينَ يُدعى دارسَ الرِّممِ

لم يمتحنا بما تعيا العقول به ۞ حرصاً علينا فلم نرتبْ ولم نهمِ

أعيا الورى فهمُ معانهُ فليس يُرى ۞ في القُرْبِ والبعدِ فيهِ غير منفحِمِ

كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ ۞ صَغِيرَةً وَتُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أممٍ

وكيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ ۞ قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنهُ بالحُلُمِ

فمبلغُ العلمِ فيهِ أنهُ بشرٌ ۞ وأنهُ خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ

وَكلُّ آيِ أَتَى الرُّسْلُ الكِرامُ بها ۞ فإنما اتَّصلتْ من نورهِ بهمِ

فإنهُ شمسٌ فضلٍ همْ كواكبها ۞ يُظْهِرْنَ أَنْوارَها للناسِ في الظُلَم

أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ ۞ بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ

كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ ۞ والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ

كأنهُ وهو فردٌ من جلالتهِ ۞ في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقاهُ وفي حَشَمِ

كَأَنَّما اللُّؤْلُؤُ المَكْنونُ في صَدَفِ ۞ من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ

لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمَّ أَعْظُمَهُ ۞ طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ منهُ ومُلْتَئِم

أبان مولدهُ عن طيبِ عُنصرهِ ۞ يا طِيبَ مُبْتَدَإٍ منه ومُخْتَتَمِ

يومٌ تفرَّسَ فيهِ الفرسُ أنهمُ ۞ قد أنذروا بحلولِ البؤسِ والنقمِ

وباتَ إيوانُ كسرى وهو منصدعٌ ۞ كشملِ أصحابِ كسرى غيرَ ملتئمِ

والنَّارُ خامِدَةُ الأنفاس مِنْ أَسَفٍ ۞ عليه والنَّهرُ ساهي العين من سدمِ

وساء سلوةَ أن غاضتْ بحيرتها ۞ ورُدَّ واردها بالغيظِ حين ظمى َ

كأنَّ بالنارِ مابالماء من بللٍ ۞ حُزْناً وبالماءِ ما بالنَّارِ من ضرمِ

والجنُّ تهتفُ والأنوار ساطعةٌ ۞ والحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنىً ومِنْ كَلِم

عَموُا وصمُّوا فإعلانُ البشائرِ لمْ ۞ تُسْمَعْ وَبارِقَةُ الإِنْذارِ لَمْ تُشَم

مِنْ بَعْدِ ما أَخْبَرَ الأقْوامَ كاهِنُهُمْ ۞ بأَنَّ دينَهُمُ المُعْوَجَّ لَمْ يَقُمِ

وبعدَ ما عاينوا في الأفقِ من شُهُبٍ ۞ منقضةٍ وفقَ مافي الأرضِ من صنمِ

حتى غدا عن طريقِ الوحيِ مُنهزمٌ ۞ من الشياطينِ يقفو إثرَ منهزمِ

كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَةٍ ۞ أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي

نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما ۞ نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ

جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَةً ۞ تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ

كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ ۞ فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ

مثلَ الغمامةِ أنى سارَ سائرة ٌ ۞ تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي

أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ ۞ مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُورَةَ القَسَمِ

ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم ۞ وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي

فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما ۞ وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ

ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على ۞ خيْرِ البَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم

وقايةُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفةٍ ۞ من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ

ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُبهِ ۞ إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ

ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ ۞ إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ

لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ ۞ قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ

وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ ۞ فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ

تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ ۞ وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ

كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ ۞ وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ

وأحْيَتِ السنَةَ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ ۞ حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ

بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها ۞ سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ

دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ ۞ ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ

فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ ۞ وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ

فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى ۞ ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ

آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثةٌ ۞ قَدِيمَةٌ صِفَةُ المَوْصوفِ بالقِدَم

لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا ۞ عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ

دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَةٍ ۞ مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ

مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ ۞ لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ

ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ ۞ أَعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ

رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها ۞ ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ

لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ ۞ وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ

فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها ۞ ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ

قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له ۞ لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ

إنْ تَتْلُها خِيفَةً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى ۞ أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجمِ

كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به ۞ مِنَ العُصاةِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ

وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَةً ۞ فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ

لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها ۞ تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ

قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ ۞ ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم

ياخيرَ من يَمَّمَ لعافونَ ساحتَهُ ۞ سَعْياً وفَوْقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ

وَمَنْ هُو الآيَةُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ ۞ وَمَنْ هُوَ النِّعْمَةُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ

سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ ۞ كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ

وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَةً ۞ من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ

وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها ۞ والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم

وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ ۞ في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ

حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ ۞ من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ

خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ ۞ نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم

كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ ۞ عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ

فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ ۞ وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ

وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ ۞ وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ

بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الإسلامِ إنَّ لنا ۞ من العنايةِ رُكناً غيرَمنهدمِ

لمَّادعا الله داعينا لطاعتهِ ۞ بأكرمِ الرُّسلِ كنَّا أكرمَ الأممِ

راعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتهِ ۞ كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غَفْلاً مِنَ الغَنَمِ

ما زالَ يلقاهمُ في كلِّ معتركٍ ۞ حتى حَكَوْا بالقَنا لَحْماً على وضَم

ودوا الفرار فكادوا يغبطونَ بهِ ۞ أشلاءَ شالتْ مع العقبانِ والرَّخمِ

تمضي الليالي ولا يدرونَ عدتها ۞ ما لَمْ تَكُنْ مِنْ ليالِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ

كأنَّما الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ ۞ بِكلِّ قَرْمٍ إلَى لحْمِ العِدا قَرِم

يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيسٍ فوقَ سابِحَةٍ ۞ يرمي بموجٍ من الأبطالِ ملتطمِ

من كلِّ منتدبٍ لله محتسبٍ ۞ يَسْطو بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصطَلِم

حتَّى غَدَتْ مِلَّةُ الإسلام وهْيَ بِهِمْ ۞ مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِها مَوْصُولَةَ الرَّحِم

مكفولةً أبداً منهم بخيرٍ أبٍ ۞ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ

هُم الجِبالُ فَسَلْ عنهمْ مُصادِمَهُمْ ۞ ماذا رأى مِنْهُمُ في كلِّ مُصطَدَم

وسل حُنيناً وسل بدراً وسلْ أُحُداً ۞ فُصُولَ حَتْفٍ لهُمْ أدْهَى مِنَ الوَخَم

المصدري البيضَ حُمراً بعدَ ما وردت ۞ من العدا كلَّ مُسْوَّدٍ من اللممِ

وَالكاتِبِينَ بِسُمْرِ الخَطِّ مَا تَرَكَتْ ۞ أقلامهمْ حرفَ جسمٍ غبرَ منعجمِ

شاكي السِّلاحِ لهم سيمى تميزهمْ ۞ والوردُ يمتازُ بالسيمى عن السلمِ

تُهدى إليكَ رياحُ النصرِ نشرهمُ ۞ فتحسبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كلَّ كمي

كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُبًا ۞ مِنْ شِدَّةِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّةِ الحُزُم

طارت قلوبُ العدا من بأسهمِ فرقًا ۞ فما تُفَرِّقُ بين البهمش والبُهمِ

ومن تكنْ برسول الله ونصرتُه ۞ إن تلقهُ الأُسدُ في آجامها تجمِ

ولن ترى من وليٍّ غير منتصرِ ۞ بهِ ولا مِنْ عَدُوّ غَيْرَ مُنْعَجِمِ

أحلَّ أمَّتَهُ في حرزِ ملَّتهِ ۞ كاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأشبال في أجَم

كمْ جدَّلَتْ كلماتُ اللهِ من جدلٍ ۞ فيهِ وكم خَصَمَ البُرْهانُ مِنْ خَصِمِ

كفاكَ بالعِلْمِ في الأُمِيِّ مُعْجِزَةً ۞ في الجاهليةِ والتأديبِ في اليتمِ

خَدَمْتُهُ بِمَديحٍ أسْتَقِيلُ بِهِ ۞ ذُنُوبَ عُمْرٍ مَضَى في الشِّعْرِ والخِدَم

إذ قلداني ما تُخشى عواقبهُ ۞ كَأنَّني بهما هَدْيٌ مِنَ النَّعَم

أطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا في الحَالَتَيْنِ ومَا ۞ حصلتُ إلاَّ على الآثامِ والندمِ

فياخسارةَ نفسٍ في تجارتها ۞ لم تشترِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ

وَمَنْ يَبِعْ آجِلاً منهُ بِعاجِلِهِ ۞ يَبِنْ لهُ الغَبْنُ في بَيْعِ وَفي سَلَمِ

إن آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقضٍ ۞ من النبي ولا حبلي بمنصرم

فإنَّ لي ذمةً منهُ بتسميتي ۞ مُحمداً وَهُوَ الخَلْيقِ بالذِّمَمِ

إنْ لَمْ يَكُن في مَعادِي آخِذاً بِيَدِي ۞ فضلاً وإلا فقلْ يازَلَّةَ القدمِ

حاشاهُ أنْ يحرمَ الرَّاجي مكارمهُ ۞ أو يرجعَ الجارُ منهُ غيرَ محترمِ

ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحهُ ۞ وَجَدْتُهُ لِخَلاصِي خيرَ مُلْتَزِم

وَلَنْ يَفُوتَ الغِنى مِنْهُ يداً تَرِبَتْ ۞ إنَّ الحَيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ

وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيا التي اقتطَفَتْ ۞ يدا زُهيرٍ بما أثنى على هرمِ

يا أكرَمَ الرُّسْلِ مالي مَنْ أَلُوذُ به ۞ سِوَاكَ عندَ حلولِ الحادِثِ العَمِمِ

وَلَنْ يَضِيقَ رَسولَ الله جاهُكَ بي ۞ إذا الكريمُ تَحَلَّى باسْمِ مُنْتَقِمِ

فإنَّ من جُودِكَ الدنيا وَ ضَرَّتها ۞ ومن علومكَ علمَ اللوحِ والقلمِ

يا نَفْسُ لا تَقْنَطِي مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ ۞ إنَّ الكَبائرَ في الغُفرانِ كاللَّمَمِ

لعلَّ رحمةَ ربي حين يقسمها ۞ تأتي على حسب العصيانِ في القسمِ

ياربِّ واجعل رجائي غير منعكسٍ ۞ لَدَيْكَ وَاجعَلْ حِسابِي غَيرَ مُنْخَزِمِ

والطفْ بعبدكَ في الدارينِإنَّ لهُ ۞ صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزمِ

وائذنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منكَ دائمةٍ ۞ على النبيِّ بمنهلٍّ ومنسجمِ

ما رنحت عذابات البان ريح صبا ۞ واطرب العيس حادي العيس بالنغم

ثم الرضا عن ابي بكر وعن عمر ۞ وعن عليٍّ وعن عثمان ذي الكرم

والال والصحب ثم التابعين فهم ۞ اهل التقى والنقى والحلم والكرم

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا ۞ واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر الهي لكل المسلمين بما ۞ يتلوه في المسجد الاقصى وفي الحرم

بجاه من بيته في طيبة حرم ۞ واسمه قسم من اعظم القسم

وهذه بردة المختار قد ختمت ۞ فالحمد لله في بدء وفي ختم

ابياتها قد اتت ستين مع مائة ۞ فرج بها كربنا يا واسع الكرم

No comments:

Post a Comment